لقد كان ينتظر محمداً مستقبلٌ مشرقٌ في بلاط السلطان مثله مثل أبيه عليّ العربي، حيث وُعد بمنصب كاتبٍ في الديوان كما ذكر ابن العبّار في "التكملة". ولكن محمداً لم يكن يتجه بهذا الاتجاه، وكأن مستقبلاً آخراً، أكثر إشراقاً وأكثر سعادةً في الدنيا وفي الآخرة، كان يُرسم له من حيث لا يدري، وهو التصوُّف والزهد والتفرُّغ لعبادة الله سبحانه وتعالى.
اقرأ المزيدولكن الشيخ الأكبر كثيراً ما يشير في "الفتوحات المكية" كيف أن توبته حصلت في الحقيقة على يد عيسى ابن مريم عليه السلام، في رؤيا مبشِّرة رآه فيها مع غيره من الرسل صلى الله وسلم عليهم أجمعين.. وهذا معنى قوله في الفتوحات: "ومن الواقعة كان رجوعنا إلى الله، وهو أتمّ العلل، لأن الوقائع هي المبشرات..".
اقرأ المزيد