وأوضِّح فيها ــ إن شاء الله تعالى ــ سرَّ الذِّكر والحضور، وتفريغَ المحلِّ لمواجهةِ حضرةِ الحقِّ العَلِيِّ الكبير، وكيفيّةَ الانتقالِ من ظاهرِ الذِّكرِ إلى باطِنِه، ثُمَّ الجمع بين ما بَطَنَ وظَهَرَ، وَتَعَدّي ذلكَ كُلِّهِ إلى الفراغِ الآتي ذِكْرُه؛ لاسْتِجْلاءِ الحقّ المَسْتور عن الخَلْقِ سِرُّه، بقلبٍ خالٍ عمّا سواه، ليس لصاحبه وِجْهَةٌ إلا إيَّاه.
اقرأ المزيدو"الحب" عند الشيخ الأكبر مقامٌ إلهيّ، وهو كذلك في أدبيّات العارفين من أهل التصوف. فقد نسب الله الحبّ إلى نفسه، فمن أسمائه الوَدود، وهو المُحبّ، كما يرد في آيات كثيرة في القرآن: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
اقرأ المزيديفتتح الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي مؤلفه الضخم والشهير "الفتوحات المكية" بقوله في بداية خطبة الكتاب "الحمد للهِ الذي أَوْجَدَ الأشياءَ عن عَدَمٍ وعَدَمَهُ، وأوقفَ وجودها على توجّهِ كَلِمِهِ، لنتحقّق بذلك سرّ حُدوثها وقِدَمَها من قِدَمه..
اقرأ المزيدعزلة العارف بالله إقراره بفقره وذلّه وعجزه وقصوره وجهله، وعودته إلى خصوصيّته، وهي عبوديّته الّتي لا مزاحمة للربوبيّة فيها، وقعوده في بيت بشيئيّة ثُبوته لا بشيئيّة وجوده
اقرأ المزيد