1 قراءة دقيقة
عليك بالبذاذة؛ فإنها من الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم 

وصية

(عليك بالبذاذة؛ فإنها من الإيمان)

الشيخ الأكبر ابن العربي

وعليك بالبذاذة؛ فإنها من الإيمان، وهي عدم الترفّه في الدنيا. وقد ورد قوله (صلّى الله عليه وسلّم) "اخشوشنوا"، وهي من صفات الحاجّ، وصفة أهل يوم القيامة، فإنهم شُعْثٌ غُبرٌ حفاة؛ فإن ذلك كله أَنْفَى للكِبر، وأبعدُ من العُجب والزّهوِ والخُيَلاء والصلَف، وهي أمور ذمّها الشرع وكرهها، وهي مذمومة في العرف عند الناس وعند الله.

ولذلك جعل النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم "البذاذة من الإيمان"، وألحقها بِشُعَبِهِ؛‏ فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول "الإيمان بضع وسبعون شُعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".‏ ولا شك أن الزهو والعُجب والكِبر أذىً في طريق سعادة المؤمن، ولا يُماط هذا الأذى إلّا بالبذاذة، فلهذا جعلها رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من الإيمان‏.


* الفتوحات المكّية، الباب 560.

تم عمل هذا الموقع بواسطة