1 قراءة دقيقة
عليك بالصلاة المكتوبة حيث ينادى بها مع الجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم 

وصية

(عليك بالصلاة المكتوبة حيث ينادى بها مع الجماعة)

الشيخ الأكبر ابن العربي

وعليك بالصلاة المكتوبة، حيث ينادى بها مع الجماعة؛ فإن المساجد ما اتخذت إلا لإقامة الصلاة المكتوبة فيها، وما ينادى إلا إلى الإتيان إليها؛ فإن ذلك سنّة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم، والمراد بذلك الاجتماعُ على إقامة الدين، وأن لا نتفرّق فيه. ولهذا اختلف الناس في صلاة الفذّ المكتوبة إذا قدر على الجماعة، هل تجزيه أم لا؟ ومن ترك سنّة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ضلّ بلا شك، لأنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما سنّ إلا ما هو المهداة "فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ".

فحافظ على المكتوبة في الجماعات، والأرض كلها مسجد؛ فحيث ما قامت الجماعة من الأرض فما قامت إلا في مسجد. ولهذا ينبغي لمن صلّى في جماعة في مسجد بيته أن يؤذِّن لها، وإن كانت الإقامة أذاناً. وإنما سميت إقامة لقيام المصلّي إلى الصلاة عند هذا الأذان الخاص، ففرّق بين الأذانين بالإقامة، والأذان معناه الإعلام، وأبقوا اسم الأذان على الأول المُعْلِم بدخول الوقت، فالأذان الأول لللإعلام بدخول الوقت، والأذان الثاني الذي هو الإقامة للإعلام بالقيام إلى الصلاة، فزاد على الأذان بقوله "قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة".


* الفتوحات المكّية، الباب 560.

تم عمل هذا الموقع بواسطة