بسم الله الرحمن الرحيم
وصيّة
(لا تكترث لما يصيبك الله به من الرزايا)
الشيخ الأكبر ابن العربي
لا تكترث لما يصيبك الله به من الرزايا في مالِك، ومَن يعزُّ عليك من أهلك، ممّا يسمّى في العُرف رزيّة ومصاباً، وقل "إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ" عند نزولها بك، وقل فيها كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما أصابتني من مصيبة إلا رأيت أن لله عليّ فيها ثلاث نِعم: النعمة الواحدة حيث لم تكن المصيبة في ديني، والنعمة الثانية حيث لم يكن ما هو أكبر منها، فدفع الله بها ما هو أعظم منها، والنعمة الثالثة ما جعل الله فيها من الأجر بالكفّارة لما كنا نتوقّاه من سيئات أعمالنا".
واعلم أن المؤمن في الدنيا كثير الرزايا، لأن الله يحب أن يطهّره، حتى ينقلب إليه طاهراً مطهّراً من دنس المخالفات التي كتب الله عليه في الدنيا أن يقام فيها؛ فلا يزال المؤمن مرزأ في عموم أحواله. وقد ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في ذلك "مَثَلُ المؤمن كَمَثَلِ الخامةِ من الرزع: تصرعها الريح مرة، وتعدلها أخرى حتى تهيج".
* الفتوحات المكّية، الباب 560.