3 قراءة دقيقة
مدخل في "الحبّ" عند ابن العربي

مدخل في "الحبّ" عند ابن العربي 

 مليحة مسلماني

"الحبُ أعظمُ شهوةٍ وأكملها" (ابن العربي)


الحُبُّ لغةً "نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ الودادُ والـمَحَبَّةُ، وكذلك الحِبُّ بالكسر.. وأَحَبَّهُ فهو مُحِبٌّ، وهو مَحْبُوبٌ.. والـمَحَبَّةُ أَيضًا: اسم للحُبِّ"[1].

ماهيّة الحبّ

يستند الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي في تعريف "الحب" وأصله وسببه إلى ما ورد في القرآن والحديث الشريف، فالمنهج العرفانيّ الصوفيّ يقوم على تأويل عميق ذي بعد باطنيّ لآيات القرآن وللأحاديث النبوية. و"الحب" عند  الشيخ الأكبر مقامٌ إلهيّ، وهو كذلك في أدبيّات العارفين من أهل التصوف. فقد نسب الله الحبّ إلى نفسه، فمن أسمائه الوَدود، وهو المُحبّ، كما يرد في آيات كثيرة في القرآن: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}. وهناك الكثير من الآيات التي يُذكر فيها حبّ الله لعباده من المتطهّرين، والتوّابين، والمتوكّلين، والصابرين، وغيرهم ممن تحقّقوا بسِمات حسنة يحبّها. وجاء في الحديث القدسيّ: "ما تقرّب المتقربون بأحب إليّ من أداء ما افترضته عليهم، ولا يزال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به". ويرد في الحديث القدسيّ أيضًا "وجبت محبتي للمتحابين فيّ". في المقابل نفى الله عن نفسه حبَّ قوم اتسموا بصفات لا يحبها، فالأصل أنه لا يحب ما تحققوا به وأحبّ زوال تلك الصفات، فالله {لا يحبّ الظالمين} و{لا يحبّ المعتدين} و{لا يحبّ كلّ مختال فخور} و{لا يحبّ المسرفين}. لذا، فإنّ أصل المحبة عند ابن العربي هو المحبة الإلهية، وكلّ مظاهر الحب المنسوبة إلى الإنسان هي من أصل تلك المحبة الإلهية، يقول الشيح الأكبر:

الحبُّ يُنسَب للإنسانِ واللهِ  /  بنسبةٍ ليس يدري عِلْمُنا ما هِي

الحبُّ ذوقٌ ولا تُدرى حقيقتهُ  /  أليسَ ذا عجبٌ والله واللهِ

لوازمُ الحبِّ تكسوني هويّتها  /  ثوبَ النقيضيْن مثل الحاضرِ الساهي

بالحبِّ صحَّ وجوب الحقِّ حيث يُرَى  /  فينا وفيه ولسنا عيْن أشباهِ

أستغفر الله ممّا قلت فيه وقد  /  أقول من جهةِ الشكر للهِ[2]

وبذلك فإنّ الحب عند ابن العربي - وإن كان معقول المعنى - فإنه لا تُدرك حقيقته، كونه حقيقة إلهية، فهو من المعلومات التي ليس بالإمكان حدّها والإحاطة بها، يدركها من قامت به صفة المحبّة بالذوق. ولمقام المحبة عند الشيخ الأكبر أربعة ألقاب، أولها: الحبّ، وهو خلوصه إلى القلب وصفاؤه عن كدرات العوارض، فلا غرض له ولا إرادة له مع محبوبه، واللقب الثاني: الودّ، وله اسم إلهي وهو الودود، والثالث العشق، وهو إفراط المحبّة، ويذكر ابن العربي أنّ اسم "العشق" لا يُطلق على الله كما هو الحال في الودّ والودود، وإن كان الله قد وصف نفسه في الخبر بشدّة الحب، والعشق: التفاف الحبّ على المحبّ حتى خالط جميع أجزائه، واللقب الرابع: الهوى، وهو استفراغ الإرادة في المحبوب والتعلق به في أول ما يحصل في القلب وليس لله منه اسم[3].

وللحبّ عند ابن العربي سببان، هما الجمال والإحسان؛ فأمّا الجمال فهو من حكم اسم الله "الجميل" الذي وصف به نفسه، والذي تجلّى في خلقه العالمَ على صورته، فكان العالم جميلًا على صورة الله. فالجمال محبوبٌ لذاته. ويتعمّق الشيخ في معرفة الجمال كسبب للحبّ، موصِلًا إياه بحضرة الخيال، أي عالم المِثال، وبالتجليات الإلهية في الكون وعالم الصور، ما لا ليس بالإمكان الخوض فيه في هذا المدخل حول الحبّ. وأما الإحسان فهو حبّ العباد لإحسان الله، يقول الشيخ الأكبر: "وما ثمَّ إحسان إلا من الله، ولا مُحسن إلا الله، فإن أحببتَ الإحسان فما أحببت إلا الله، فإنه المُحسن، وإن أحببت الجمال فما أحببت إلا الله تعالى فإنه الجميل.."[4]. والتصوف هو تحقيق مقام الإحسان، الذي جاء في الحديث الشريف أنه، أي الإحسان، "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن يراه فإنه يراك". فالإحسان هو المقام الذي يلي الإيمان الغيبي الاعتقادي، ليصبح الإيمان عند مستوى الإحسان إيمانَ شهودٍ وتحقيق "كأنّك تراه"[5].

الحبُّ سببُ الوجود - سَرَيان الحبّ في الوجود

ينسب ابن العربي للحقيقة الإلهية المسمّاة بـ"الحب" سببَ وجود العالم وإظهاره، كما يرد في حديث قدسيّ يتداوله العارفون الصوفيون في أدبياتهم ويؤسس عليه ابن العربي جلّ فلسفته في الحبّ، وهو: "كنتُ كنزًا مخفيًا فأحببتُ أن أُعرَف، فخلقتُ الخلقَ فتعرّفتُ إليهم فعرفوني". ويذكر الشيخ الأكبر أنه حديث ثابت بالكشف[6] لا بالنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

كان الله ولا شيء، وفي الحديث "كان الله في عماء"، وهذا العماء عند ابن عربي هو "جوهر العالم"، فأحبَّ أن يُعرَف، فالمحبة حقيقةً إلهية وسببًا في الظهور والتعرّف. يقول ابن العربي: "إنّ الحب لا يتعلق إلا بمعدومٍ يصحّ وجوده، وهو غير موجود في الحال، والعالم مُحدَث، والله كان ولا شيء معه، فكان الحبّ أصل سبب وجود العالم، والسماع سبب كونه، وبهذا الحب وقع التنفّس، وأظهر العالَمُ نَفَس الرحمن، لإزالة حكم الحبّ، وتنفّس ما يجد المحب، وخرج ذلك النفَس عن أصل محبة في الخلق، الذي يريد أن يتعرف إليهم فيعرفوه، فكان العماء المسمّى بالحقّ المخلوق به، فكان ذلك العماء جوهر العالم، فقبل صور العالم وأرواحه وطبائعه كلها، وهو قابل لا يتناهى، فالعماء من تنفسّه، والصور المُعبَّر عنها بالعالم من كلمة كُنْ، فالمحبة مقامها شريف، وهي أصل الوجود"[8].

لقد ظهر ما ظهر في الكون على صورة الله، حيث لم يكن علمه بالعالم إلا علمه بنفسه، فلم يكن في الوجود إلا هو: "وصورة العالم على قدر الحضرة الإلهية الأسمائية، فما في الحضرة الإلهية اسم إلهي إلا وعلى قدر أثره في نشء العالم، من غير زيادة ولا نقصان، فخلق الله العالم في غاية الإحكام والإتقان.. فأخبر أنه تعالى خلق آدم على صورته، والإنسان مجموع العالم، فطابق العالم الأسماء الإلهية، وكأنه كان باطنًا فصار بالعالم ظاهرًا، فعرف نفسه شهودًا بالظاهر بقوله: فأحببتُ أن أُعرَف"[9].

يرتبط هذا الحديث "فأحببتُ أن أُعرّف" عند ابن العربي بعرفانيّة التجلّي عنده، أي تجلّيات الأسماء الإلهية في الوجود، فما من اسم إلهي إلا وله تجلٍّ وظهور في الموجودات، فتجلّى اسم الله "الجميل"، فكان سببًا للحبّ. وورد في الحديث "إن الله جميل يحب الجمال"، ولم يكن جميل في الوجود إلّاه فأحبّ نفسه: "فإنه تعالى يحب الجمال، وما ثم جميل إلا هو، فأحبّ نفسه، ثم أحب أن يرى نفسه في غيره، فخلق العالم على صورة جماله، ونظر إليه فأحبّه حبّ من قيّده النظر، فما خلق الله العالم إلا على صورته، فالعالم كله جميل، وهو سبحانه يحبّ الجمال.. ومن هنا تعلق الأسماء الإلهية، فتسمّى تعالى بالودود، فهو تعالى ثابت المحبة من كونها ودًا، كيف لا يحب الصانع صنعته؟! ونحن مصنوعاته بلا شك، فإنه خالقنا، وخالق أرزاقنا ومصالحنا، والصنعةُ مُظهِرةٌ علمَ الصانع لها بالذات، واقتدارَه وجماله وعظمته وكبرياءه، فإن لم نكن، فعلى من؟ وفيمن؟ وبمن؟ فلا بد منا ولا بد من حبه فينا، فهو بنا ونحن به، وكما قال صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه (فإنما نحن وبه وله) فالود حضرة العطف"[10].

والمحبة الإلهية للخلق عند ابن العربي هي أن يحبّ الله خلقه لهم ولنفسه، فحبّه لهم لنفسه هو في قوله "أحببتُ أن أُعرَف فخلقت الخلق فتعرّفت إليهم فعرفوني"، فقد خلق الخلق ليعرفوه، ويسبّحوه ويثنوا عليه، فالعالم كله عند ابن عربي في مقام الشهود والعبادة ـ {وإن من شيء إلا يسبّح بحمده} ـ إلا كل مخلوق له قوه التفكير "وليس إلا النفوس الناطقة الإنسانية والجانّية  خاصة، من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم، فإنّ هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود، فأعضاء البدن كلها بتسبيحه ناطقة، وهذا كله من حكم حبّه إيانا لنفسه". وأما حبّه لخلقه لهم، أي لأجلهم، فهو من تعريفه لهم إلى طريق صلاحهم وإلى الأدلّة والسبيل الى معرفته[11].

وحبّ الله لعباده ليس مُحدَث بل قديمٌ أزليّ، لا يتصف ببدء أو نهاية أو غاية، يقول الشيخ الأكبر: "عَيْن محبته لعباده عَيْن مبدأ كونهم، متقدميهم ومتأخريهم إلى ما لا نهاية له، ونسبة حب الله لهم نسبة كينونته معهم أينما كانوا، في حال عدمهم وفي حال وجودهم، فكما هو معهم في حال وجودهم، هو معهم في حال عدمهم، لأنهم معلومون له، وهو مشاهد لهم مُحبّ فيهم، لم يزل ولا يزال، لم يتجدّد عليه حكم من لم يكن عليه، بل لم يزل مُحبًا خلقه كما لم يزال عالما بهم، فقوله: "فأحببت أن أُعرَف" تعريفًا لنا مما كان الأمر عليه في نفسه، كل ذلك كمالًا يليق بجلاله، لا يُعقل تعالى إلا فاعلًا خالقًا، وكل عين فكانت معدومة لعينها معلومة له محبوبًا له إيجادها، فكما أنه لا أول لوجوده سبحانه، فلا أول لمحبته عباده سبحانه، وذكر المحبة يحدث عند المحبوب عند التعريف الإلهي لا نفس المحبة، ومن وجه آخر إذا قلنا: إنّ للحب الإلهي بدءًا، فبدؤه النفس الإلهيّ عن رؤية المحبوب، فصِف الحب بما شئتَ من حادث وغيره، ليس الحب سوى عين المحبّ، فما في الوجود إلا محبّ ومحبوب"[12].

ما لا يُعوَّل عليه في الحب

أخيرًا، فإن أفضل ما تُختتم به تلك المقدمة حول الحبّ عند الشيخ الأكبر هو مقولات في الحب وردت في رسالته "ما لا يُعوَّل عليه"، والتي أدرج فيها الكثير من الحِكَم المختزلة والمنطوية على عمق ودراية شاملة للنفس والطريق إلى الله، مع تقديم شرح مختصر لتلك المقولات في الحب، كونها توجز ما سبق وتجمع تشعّبات العرفان الأكبري في الحبّ وتبسّطه:

- "كل محبة لا يُؤْثِر صاحبها إرادة محبوبه على إرادته فلا يُعوَّل عليها": فالمحب مَن وافقت إرادته إرادة المحبوب، ولا تحقق للحب إلا بذلك، وعلامة الحب الطاعة والاتباع، وغير ذلك فليس بحبّ: {قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.

- "كل محبة لا يلتذّ صاحبها بموافقة محبوبه فيما يكرهه في نفسه طبعًا لا يعوَّل عليها": فالأصل أن يُفني الحبُّ المحبَ عن نفسه، وأن توافق إرادته إرادة محبوبه، وإن كانت إرادة محبوبه فيما يكره المُحبّ.

- "كل حبّ لا ينتج إحسان المحبوب في قلب المحبّ لا يُعوَّل عليه": فالإحسان سبب للحبّ، إن انعدم زال حكم الحب، فإن لم يشهد المحب إحسانًا من المحبوب في قلبه، فلا محبَّ ولا حبّ.

- "كل حب يُعرف سببه فيكون من الأسباب التي تنقطع لا يُعوَّل عليه": فأسباب الحب جمال وإحسان، والجمال إما مطلق وإما عرضيّ، والحب الذي يتعلق بأسباب تنقطع، أي بأسباب فانية لا تحمل صفة الدوام والاستمرار، مثل الجمال العرضيّ والأسباب المادية، ليس بحبّ.

- "كل حبّ يكون معه طلب لا يُعوَّل عليه": فالأصل في الحبّ التجرد عن الطلب والأسباب، والموافقة التامّة لإرادة المحبوب، والطلب من الأسباب التي تنقطع وتنتهي بتحقيق ذلك الطلب، وذلك ليس بحبّ. والأصل هو طلب المحبوب لذاته. 

- "كل حبّ لا يتعلق بنفسه وهو المسمى حبّ الحبّ لا يُعوَّل عليه": فالأصل حبّ الحبّ، وحبُّ بلا حبٍّ للحب ينفي عن صاحبه ذوقَ الحبّ والشرب من بحره، فمن شرب شراب الحب أحبَّ الحب، وطلب المزيد منه، وذلك هو التعلق بالمحبوب المرتبط بالضرورة بالتعلق بالحب وحب الحب لذاته.

- "كل حب لا يفنيك عنك ولا يتغير بتغير التجلي لا يُعوَّل عليه": فقلب المحبّ ككأس الشراب الشفاف يتلوّن بحال المحبوب ولونه وتجليه عليه، وذاك فناء المحبّ عن نفسه، فالحبّ الذي لا يتغير بتغير تجلي المحبوب هو حال القلب الذي وقف عند تجلي واحد وبقي عليه، ولم يتلوّن بتجليات المحبوب المتغيرة، فهذا أسير التجلي، أو الصورة الواحدة، وليس بمُحبٍّ.

- "كل حبّ تبقى في صاحبه فضلة طبيعية لا يعوَّل عليه": والفضلة هي البقية من الشيء، والأصل في الحب فناء المحب عن نفسه في محبوبه، فلا شيء منه ولا بقية من طلب أو هدف أو رغبة.

- "كل شهوة غير شهوة الحب لا يُعوَّل عليها": فشهوة الحب لا تنقطع كما لا تنطفئ لوعته ولا يسكن شوقه، والمحبّ في طلب دائم لمحبوبه، وتوافق تلك المقولة وتتمّمها مقولة أخرى لابن العربي هي “كل شوق يَسكُن باللقاء لا يُعوَّل عليه“.

- "المحبة إذا لم تكن جامعة لا يعوَّل عليها": بمعنى أن يجمع المحب صفات المحبين من فناء عن أنفسهم وعدم تعلق حبهم بطلب من المحبوب، وتعلق حبهم بحبّ الحب. والمحبة الجامعة تشير أيضًا إلى حبّ العالَم بما فيه من خلق وموجودات، كون العالم جميل خلقه الله على أحسن وأكمل صورة، والله جميل يحبّ الجمال، وتلك هي جمعيّة الحب.


الهوامش

[1] ابن منظور، لسان العرب، القاهرة: دار المعارف، د.ت.، ص ص 742 – 743.

[2] محي الدين ابن عربي، الفتوحات المكية، تقديم: نواف جراح، المجلد الثالث، الباب الثامن والسبعون ومائة (في معرفة مقام المحبة)، بيروت، دار صادر، 2004، ص ص 371 – 3855.

[3] السابق نفسه.

[4] محمود محمود الغراب، الحب والمحبة الإلهية: من كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي، دمشق، مطبعة نضر، ط2، 1992، ص ص 33 – 344.

[5] انظروا: التصوف مقام الإحسان من الإسلام، موقع التصوف الإسلامي، على الرابط التالي:

http://www.islamic-sufism.com/article.php?id=1344

[6] الكشف والمكاشفة من المصطلحات الصوفية التي تعني “شهود الأعيان، وما فيها من الأحوال في عين الحق، فهو التحقيق  الصحيح بمطالعة تجليات الأسماء الإلهية”، انظروا: معجم اصطلاحات الصوفية، تصنيف عبد الرزاق القاشاني، تحقيق وتقديم وتعليق: عبد العال شاهين، القاهرة، دار المنار، 1992، ص 346.

[7] محي الدين ابن عربي، تنزّل الأملاك من عالم الأرواح إلى عالم الأفلاك، وضع حواشيه: عبد الوارث محمد علي، بيروت: دار الكتب العلمية، ص 136-137. 

[8] الغراب، ص 12 – 13.

[9] السابق نفسه.

[10] السابق، ص 13- 14.

[11] ابن عربي، الفتوحات، ص 380.

[12] الغراب، ص 17.


تم عمل هذا الموقع بواسطة