الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي.. هو محمدُ بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي، من ولد عبد الله بن حاتم أخي الصحابي الجليل عديّ بن حاتم، ويلقب بمحي الدين، ويُكنّى أبا عبد الله وأبا بكر، ويُعرف بالحاتميّ أو الطائيّ وبابن عربي، وفي المغرب بابن العربي، وفي الأندلس بابن سراقة، وكذلك يُدعى بسلطان العارفين وإمام المتقين، وغيرها من ألقاب التبجيل والتشريف التي تليق به.
اقرأ المزيدفي هذا الوسط المحب للعلم والعلماء نشأ محمد وترعرع، ومن صباه كان مرهف الحس والذوق، قوي العاطفة، غلاّب الوجدان، رحب الآفاق في الهمة والتطلع، فانطلقت روحه تبتغي أفقاً أعظم وأشمل من ألوان العلوم والمعارف التي ألِفها عامة العلماء في وقته على علوّ قدرهم.
اقرأ المزيدلقد كان ينتظر محمداً مستقبلٌ مشرقٌ في بلاط السلطان مثله مثل أبيه عليّ العربي، حيث وُعد بمنصب كاتبٍ في الديوان كما ذكر ابن العبّار في "التكملة". ولكن محمداً لم يكن يتجه بهذا الاتجاه، وكأن مستقبلاً آخراً، أكثر إشراقاً وأكثر سعادةً في الدنيا وفي الآخرة، كان يُرسم له من حيث لا يدري، وهو التصوُّف والزهد والتفرُّغ لعبادة الله سبحانه وتعالى.
اقرأ المزيدولكن الشيخ الأكبر كثيراً ما يشير في "الفتوحات المكية" كيف أن توبته حصلت في الحقيقة على يد عيسى ابن مريم عليه السلام، في رؤيا مبشِّرة رآه فيها مع غيره من الرسل صلى الله وسلم عليهم أجمعين.. وهذا معنى قوله في الفتوحات: "ومن الواقعة كان رجوعنا إلى الله، وهو أتمّ العلل، لأن الوقائع هي المبشرات..".
اقرأ المزيدومنهم الشيخ العارف الكامل المحقق المدقق أحد أكابر العارفين بالله سيدي محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه؛ بالتعريف كما رأيته بخطه في كتاب نسب الخرقة رضي الله عنه
اقرأ المزيدفيا إخوتي ويا أحبائي رضي الله عنكم، أشهدكم عبد ضعيف مسكين فقير إلى الله تعالى في كل لحظة وطرفة، وهو مؤلف هذا الكتاب ومنشئه، أشهدكم على نفسه بعد أن أشهد الله تعالى وملائكته، ومن حضره من المؤمنين وسمعه أنه يشهد قولًا وعقدًا، أن الله تعالى إله واحد
اقرأ المزيدفإن قلتَ: فلخّص لي هذه الطريقة، التي تدّعي أنها الطريقة الشريفة الموصِلةَ السالكَ عليها إلى الله تعالى، وما تنطوي عليه من الحقائق والمقامات، بأقرب عبارة وأوجز لفظ وأبلغه
اقرأ المزيداعلم أيدك الله ونوّرك، أنه أول ما يجب على الداخل في هذه الطريقة الإلهية المشروعة طلب الأستاذ حتى يجده، وليعمل في هذه المدة التي يطلب فيها الأستاذ الأعمال التي أذكرها له
اقرأ المزيدفإن قلت وما التحلّي؟ قلنا: الاتصاف بالأخلاق الإلهية، المعبَّر عنها في الطريق بالتخلّق بالأسماء. وعندنا، التحلّي: ظهور أوصاف العبودة دائماً، مع وجود التخلّق بالأسماء. فإن غاب عن هذا التحلّي؛ كان التخلّق بالأسماء عليه وبالاً
اقرأ المزيدالحمد لله على ما أَلْهَم، وأن علّمنا ما لم نكن نعلم، وكان فضل الله علينا عظيماً، وصلّى الله على السيد الأكرم، المعطي جوامع الكلم في الموقف الأعظم، وسلَّم تسليماً.
اقرأ المزيدوصّى الإلهُ وأوصتْ رسلُهُ فَلِذا *** كان التأسّي بهم من أفضل العملِ لولا الوصية كان الخَلْقُ في عَمَهٍ *** وبالوصية دارَ المُلكُ في الدّوَلِ
اقرأ المزيدإذا عصيتَ الله تعالى بموضع، فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل فيه طاعة وتقيم فيه عبادة. فكما يشهد عليك، إن استُشْهِد، يشهد لك، وحينئذ تَنْتَزِح عنه.
اقرأ المزيدحَسِّن الظنّ بربّك على كل حال، ولا تسيء الظن به، فإنك لا تدري هل أنت على آخر أنفاسك في كل نفَس يخرج منك، فتموت فتلقى الله على حسن ظنٍّ به، لا على سوء ظن.
اقرأ المزيدعليكم بذكر الله في السرّ والعلن، وفي أنفسكم وفي الملأ، فإن الله يقول "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"، فجعل جوابَ الذكرِ من العبد: الذكرَ من الله.
اقرأ المزيدثابر على إتيان جميع القُرَب جهد الاستطاعة في كل زمان وحال، بما يخاطبك به الحق بلسان ذلك الزمان ولسان ذلك الحال، فإنك، إن كنت مؤمناً، فلن تَخْلُص لك معصيةٌ أبداً من غير أن تخالطها طاعة، فإنك مؤمن بها أنها معصية. فإن أضفت إلى هذا التخليط استغفاراً أو توبة، فطاعة على طاعة، وقُربة إلى قُربة..
اقرأ المزيدألزِم نفسك الحديث بعمل الخير وإن لم تفعل، ومهما حدّثت نفسك بشرٍّ فاعزم على ترك ذلك لله. إلا أن يغلبك القدر السابق والقضاء اللاحق، فإن الله إذا لم يقض عليك بإتيان ذلك الشيء الذي حدّثت به نفسك، كتبه لك حسنة..
اقرأ المزيدثابِر على كلمة الإسلام، وهي قولك "لا إله إلا الله"، فإنها أفضل الأذكار بما تحوي عليه من زيادة علم. وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم "أفضل ما قلته أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله"..
اقرأ المزيدوإياك ومعاداة أهل "لا إله إلا الله"، فإن لها من الله الولايةَ العامة، فهم أولياء الله، وإن أخطئوا وجاءوا بقراب الأرض خطايا لا يشركون بالله، لقيهم الله بمثلها مغفرة. ومن ثبتت ولايته فقد حَرُمت محاربته..
اقرأ المزيدوعليك بملازمة ما افترضه الله عليك على الوجه الذي أمرك أن تقوم فيه. فإذا أكملت نشأة فرائضك، وإكمالها فرضٌ عليك، حينئذ تتفرّغ ما بين الفرضين لنوافل الخيرات، كانت ما كانت.
اقرأ المزيدوعليك بمراعاة أقوالك كما تراعي أعمالك، فإن أقوالك من جملة عملك، ولهذا قال بعض العلماء "من عدَّ كلامه من عمله، قلّ كلامه". واعلم أن الله راعى أقوال عباده، وأن الله عند لسان كل قائل؛ فما نهاك الله عنه أن تتلفّظ به، فلا تتلفظ به
اقرأ المزيدوإيّاك أن تصور صورة بيدك من شأنها أن يكون لها روح، فإن ذلك أمر يهوّنه الناس على أنفسهم وهُوَ عِنْدَ الله عَظِيمٌ، فالمصوّرون أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة؛ يقال للمصوّر يوم القيامة: أحيي ما خلقتَ أو انفخ فيها روحاً، وليس بنافخ.
اقرأ المزيدوعليك يا أخي بعيادة المرضى لما فيها من الاعتبار والذكرى، فإن الله خلق الإنسان من ضَعْفٍ، فينبّهك النظر إليه في عيادتك على أصلك، لتفتقر إلى الله في قوة يقوّيك بها على طاعته، وأن الله عند عبده إذا مرض.
اقرأ المزيدوأوضِّح فيها ــ إن شاء الله تعالى ــ سرَّ الذِّكر والحضور، وتفريغَ المحلِّ لمواجهةِ حضرةِ الحقِّ العَلِيِّ الكبير، وكيفيّةَ الانتقالِ من ظاهرِ الذِّكرِ إلى باطِنِه، ثُمَّ الجمع بين ما بَطَنَ وظَهَرَ، وَتَعَدّي ذلكَ كُلِّهِ إلى الفراغِ الآتي ذِكْرُه؛ لاسْتِجْلاءِ الحقّ المَسْتور عن الخَلْقِ سِرُّه، بقلبٍ خالٍ عمّا سواه، ليس لصاحبه وِجْهَةٌ إلا إيَّاه.
اقرأ المزيدو"الحب" عند الشيخ الأكبر مقامٌ إلهيّ، وهو كذلك في أدبيّات العارفين من أهل التصوف. فقد نسب الله الحبّ إلى نفسه، فمن أسمائه الوَدود، وهو المُحبّ، كما يرد في آيات كثيرة في القرآن: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
اقرأ المزيديفتتح الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي مؤلفه الضخم والشهير "الفتوحات المكية" بقوله في بداية خطبة الكتاب "الحمد للهِ الذي أَوْجَدَ الأشياءَ عن عَدَمٍ وعَدَمَهُ، وأوقفَ وجودها على توجّهِ كَلِمِهِ، لنتحقّق بذلك سرّ حُدوثها وقِدَمَها من قِدَمه..
اقرأ المزيدعزلة العارف بالله إقراره بفقره وذلّه وعجزه وقصوره وجهله، وعودته إلى خصوصيّته، وهي عبوديّته الّتي لا مزاحمة للربوبيّة فيها، وقعوده في بيت بشيئيّة ثُبوته لا بشيئيّة وجوده
اقرأ المزيدأحدية حمد الواحد في وحدانيته، وحدانية حمد الأحد في أحديته، فردية حمد الوتر في وتريته، وترية حمد الفرد في فرديته، الله أكبر استدرك الناظر النظر، وقف الخاطر بهذا حين خطر، لاح بالتضمين لا بالتصريح وجود البشر
اقرأ المزيديقول الشيخ الأكبر في باب "مقام المراقبة" في الفتوحات المكّية: واعلموا أن الله تعالى أطلعني في ليلة تقييدي هذا الباب على أمر لم يكن عندي، في واقعة وقعت لي برزخية قيل لي فيها: ألم تسمع أن الدنيا أمٌّ رقوب؟ قلت: نعم، قيل لي: فاجعل لها فصلًا في هذا الباب، فاستخرت الله على ذلك.
اقرأ المزيداعلم أيها الأخ الموفق السعيد ، بعناية الله الحميد المجيد ، أن مدار طريق أهل الله ، وهم السادة الصوفية الموصل إلى الله تعالى ، على حفظ الوقت ، والقيام بحكمه ومرسومه
اقرأ المزيدفمن حَدَّ الحب ما عرفه، ومن لم يذقه شربًا ما عرفه، ومن قال رُويت منه ما عرفه، فالحب شرب بلا ريّ.
اقرأ المزيديا طالِباً مِن لَذاذاتِ الدُّنَا وَطَرا إذا أردتَ جميعَ الخَيرِ فيكَ يُرى المُستشارُ أمينٌ فاسمَع الخَبرا (ما لَذَّةُ العَيشِ إلا صُحبة الفُقَرا هُم السَّلاطِينُ والسَّاداتُ والأُمَرا)
اقرأ المزيدالصلاة الفيضية، الصلاة الأكبرية، صلاة السرّ الأعظم، صلاة الفتح الأزلي، صلاة فواتح الحقيقة، والصلاة المطلسمة مع شرح ابن عجيبة.
اقرأ المزيدالدور الأعلى، حزب الغنى، حزب النصر، حزب المحو والفناء، حزب التفريج، وحزب التوحيد، وحزب الدعاء.
اقرأ المزيدمغناطيس الأدعية، النور الأسنى، دعاء الإخلاص، التوسّل الكبير، مناجاة القطب، وأدعية أخرى
اقرأ المزيدتحميل العديد من مؤلفات الشيخ الأكبر ابن العربي، بالإضافة إلى كتب حول سيرته وحول علومه، ادخل هنا:
اقرأ المزيد